djman مدير المنتدى
تاريخ التسجيل : 11/09/2009 العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: حيزية غزالة سيدي خالد الثلاثاء مارس 09, 2010 5:41 pm | |
| حِيــزِيَّـةْ
حيزية غزالة بسكرة كانت جميلة من جميلات البادية البسكرية كانت زينتها الوحيدة ضفائرها و كحل عينها و وشم الحنة في راحة يدها و أرجلها ، أما سعيد فكان فارس من فرسان بسكرة العريقة وابن عم حيزية ،كانت حيزية أسيرة خيمتها و لا تغادر الخيمة إلا لحاجة كأن تذهب لتملأ الماء لكن سعيد كان يتصيد خروجها هذا ، حيزية وسعيد و بحكم القرابة أحبا بعضهما لكن بصمت و إذا تحدثا تحدثا بلغة العيون .
خروج حيزية كان يلفت انتباه خيرة شباب بادية بسكرة فكان كل واحد منهم يتمناها شريكة لحياته، استيقظت حيزية ذات صبح و اذا بعشرات الفرسان على باب خيمتها و قد فرشوا هداياهم أمامها، منهم من أهداها ذهبا و الآخر فضة و آخر يجر وراءه ألف رأس من الإبل و الغنم و تقدم فارس اخر و آخر و آخر... و دائما كان جوابها الرفض المطلق ، كانت عينا حيزية تَعبُر على الهدايا المفروشة لتصل إليه وهو جالسٌ بعيدا عن الخيمة يقول لها حيزية لا أملك مالا و لا ذهبا و لا سلطانا أملك هذا القلب الذي بين جنبي و أهديه لك على راحة كفي .ابتسمت حيزية له و قالت هي الأخرى قلبك هذا ياابن العم يغنيني على هذه الكنوز و لن أكون إلا لك ، علمت القبيلة بهذا الحب الصامت و فزعت و اجتمعت لتقرر مصير حيزية و سعيد و انتهوا في الأخير إلى إعدام حيزية التي قالوا أنها خالفت أعراف القبيلة، فنطق صوت الحق يا قوم حيزية لم تفعل شيء حيزية اختارت فدعوها و ما اختار قلبها... أقيمت الأفراح على صوت البارود و زفت حيزية على هودج سعيد و كانت ليلتهما الأولى...
حيزية و بعينيها البريئتان و وجنتاها المحمرتان من شدة الخجل و كانت تلك أول مرة تلتقي عينها بعينا سعيد : أنا سعيدة... سعيدة يا سعيد بعدد حبات النجوم ليرد عليها سعيد و أنا سعيد بعدد حبات رمل بسكرة يا ابنة العم و احتضن و لأول مرة يدها و كانت ترتجف و قالت له : انا خائفة يا سعيد من أن يكون كل هذا حلم زائل... أنت في علم يا حيزية يا قرة العين أنت و أنا معا و حبنا حقيقة هكذا قال لها سعيد.
مر الأسبوع الأول من زواج سعيد و حيزية و في اليوم العاشر من زواجهما قالت حيزية أتدري متى يسكنني الموت يا سعيد ؟ سعيد : أرجوك يا حيزية لا تتكلمي على الموت لأنه الوحيد الذي سيفرق بيننا حيزية: و لكنها الحقيقة يا سعيد و لابد أن تعرفها سعيد: أي حقيقة يا ابنة العم ؟ اقتربت منه أكثر حتى تعانقت أنفاسهما ثم قالت: يسكنني الموت يا سعيد إذا علمت أن هناك رجل يحمل في قلبه حب أكبر من حبك لي... سعيد : حيزية انك تهذين يا ابنة العم حبك في عروقي ، يسري في دمي، حبك يا ابنة العم بين لحمي وعظمي.... ماذا تقولين ؟
مضت الأيام و الأسابيع و في اليوم الأربعين من زواجهما و عند رجوع سعيد من العمل و إذا بحيزية قرة عينه ممدة على الفراش و تشد رأسها من شدة الألم ، فزع سعيد و أسرع إليها و احتضنها ...
حيزية... يا قرة العين ماذا أصابك... حيزية و بنبرة الألم: آه.. رأسي سينفجر يا سعيد .... حاول سعيد أن يساعدها على الحركة
.....لكنه لم يفلح فحيزية تحتضر .......
حيزية و بصوت خافت و حزين : سعيد سأفارقك يا سعيد... سعيد و قلبه يرتجف كطائر مذبوح يشهر سيفه... حيزية و بابتسامة ذابلة و هادئة : في وجه من تشهر سيفك يا ابن العم ؟ عدوك جبار يا سعيد لا احد يستطيع أن يبارزه... و أغمضت حيزية عيناها على حب سعيد العنيف و بقي سعيد ابن عمها هائما في الصحراء و قد حنطت حيزية حبها في قلبه...
| |
|